الشيخ مبارك بين التطلعات الروسية والمصالح البريطانية في الكويت 1896-1904م.

تتناول هذه الدراسة التحركات الروسية تجاه الكويت في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين (1896 – 1904) م ، التي ازدادت فيها الأهمية الإستراتيجية لموقع الكويت، وأصبحت محط أنظار العديد من القوى الاستعمارية الكبرى في العالم، وقد استهلت هذه الدراسة بتقديم خلفية تاريخية عن التحركات الروسية في منطقة الخليج العربي في العصر الحديث بشكل عام، ثم تطرقت إلى المحاولات الأولى لدخول الروس إلى الكويت عبر عروض مشاريعهم المختلفة، كما استعرضت الدراسة موقف الحكومة البريطانية من تلك التحركات وتأثيراتها السلبية على نفوذها في منطقة الخليج العربي، وألمحت إلى أن أهمية الكويت من الوجهتين الجغرافية والاقتصادية كان لها – دون شك – دور كبير في تحديد اتجاهات تلك التحركات، وأن بعض المشاريع الروسية وغيرها من المحاولات والتحركات تجاه الكويت كانت من الأسباب المباشرة التي أدت – فيما بعد – إلى عقد اتفاقية الحماية البريطانية الكويتية، كما هدفت الدراسة أيضاً إلى إلقاء الضوء على جزء من تاريخ العلاقات الخارجية للكويت في تلك الفترة الحرجة على الرغم من قصرها، ورصد تطور السياسة الخارجية الروسية بمنطقة الخليج في غمرة السباق والتنافس مع العديد من القوى الاستعمارية، وكيف استطاع الشيخ مبارك الكبير احتواء التحركات الروسية ما بين مجاراتها تارة ورصدها والوقوف بوجهها تارة أخرى، وهي تحركات لو استطاعت روسيا من خلالها الوجود على أرض الكويت لكانت خريطة الخليج العربي اليوم كلها تغاير ما هي عليه الآن، خاصة أن المصادر تؤكد أن هناك ميلاً وازدواجية في سياسة الشيخ مبارك وتعامله مع القوى الموجودة في المنطقة ومحاولاته المتكررة بمعادلة قوى بقوى أخرى، واعتمدت الدراسة على عدد من وثائق من الأرشيف الروسي بجانب مصادر رئيسية أخرى، ترصد تلك التحركات، مع بيان أن السياسة الكويتية الوليدة في تلك الفترة، عانت كثيراً ضغوطاً دولية أثرت – بدرجة كبيرة – على بعض توجهاتها، وفرضت أحداثاً كان لا بد من التعامل معها وفقاً لمعطياتها.